هل توفير نفس البيئة الأسرية لكل أطفالي سيجعل منهم نسخاً متماثلة في الطبائع والسلوكيات؟!!!!
وهل من المؤكد أنني أعامل أطفالي كلهم سواسية!!!!
هذا ما يعتقده معظم الأهالي.....
ولكن الصحيح هو أن الأطفال يخلقون بيئتهم الخاصة تبعاً لميولهم الوراثية، كما أن ردود الأفعال التي يتلقاها الطفل من المحيط تؤثر على تكوين سماته الشخصية، وهذا ما اكدته العديد من الدراسات والأبحاث.
فإننا نلاحظ اختلافات في شخصية كل طفل في نفس العائلة، بالرغم من تلقيهم نفس النصائح والأوامر والتعليمات والرعاية والاهتمام وبالتالي تنشئتهم التنشئة ذاتها إلا أن كل طفل له شخصية مختلفة عن شخصية الآخر.
حاول الكثير من الباحثين تحديد دور الجينات والبيئة الأسرية في اختلاف سمات الشخصية وتوقعوا أن يؤثر النمو في نفس البيئة الأسرية على طباع الأشقاء ويجعلها
متشابهة، إلى أن النتائج التي توصلوا إليها أثبتت عكس ذلك.
وهنا تساءل المختصون لماذا تؤدي التنشئة في نفس البيئة العائلية إلى اختلاف سمات الأشقاء الشخصية؟
وفي غياب جواب محدد لهذا الإشكال بلور الباحثون ثلاث نظريات، تتمثل النظرية الأولى في ظاهرة التشعب، حيث أوضح الباحث فرانك سلوي أن التنافس هو المحرك وراء التطور الاجتماعي تماماً مثلما هو في الطبيعة، ويشمل ذلك تنافس الأشقاء ضمن الأسرة الواحدة على محبة آبائهم وأمهاتهم ووقتهم وانتباههم.
معظم الخصائص النفسية المشتركة بين الأشقاء تتراوح بين 0 و2 بالمئة فقط
وأضاف موضحا “يتمثل دور التشعب في التقليل من المنافسة حتى لا تكون مباشرة. وهذا يؤدي إلى التخصص في مجالات مختلفة، ولذلك إذا كان هناك طفل في العائلة متفوقاً في الأمور الأكاديمية، يعمد الطفل الآخر، لكي يتجنب التنافس المباشر، عن قصد أو عن غير قصد، إلى التخصص في مجال مختلف. وهذه الظاهرة يسمّيها علماء النفس بإعادة تغيير الهوية”.
ومن جهة أخرى تقول نظرية البيئة غير المشتركة إن الأشقاء في الظاهر يتشاركون في البيئة نفسها، ولكن الأمر ليس كذلك إذ لا يختبر الأشقاء الأمور نفسها.
وهنا لابد من التركيز على نقطة مهمة بأنه من النادر أن يعامل الأهل أطفالهم بنفس الطريقة، حتى لو أرادوا ذلك، لأن لكل طفل حاجات واهتمامات ومزايا شخصية مختلفة، تتطلب معاملة متفاوتة من الأهل؛ فالطفل العنيد، مثلاً، يتطلب معاملة مختلفة عن الطفل المطيع الذي يلتزم القوانين، والطفل الخجول يتطلب تشجيعا أكثر من الطفل المنطلق اجتماعياً. وكل هذه العوامل تدفع إلى تواجد بيئة عائلية مختلفة من العواطف والحب والحنان والمراعاة.
ومن جانبه قال الكاتب جيفري كلوغر في كتابه “أثر الأخوة: ما الذي تكشفه عنا العلاقات بين الإخوة والأخوات”؟
إن الأهل لا يتعاملون بطريقة مختلفة مع أبنائهم فحسب، وإنما يتعاملون معهم بطريقة تفاضلية، فحوالي 70 بالمئة من الحالات يفضل الأهل فيها طفلاً معيناً على سواه من الإخوة سواء اعترفوا بذلك أم لم يعترفوا، ويترك هذا التفضيل آثاراً نفسية مختلفة على جميع الأشقاء، منها ما هو سلبي ومنها ما هو إيجابي مما يعزِّز الفوارق في سماتهم الشخصية.
وتشير نظرية المقارنة إلى أن العائلات هي مراكز للمقارنة حيث تتم المبالغة حتى في الفوارق البسيطة بين الأشقاء.
ويرى خبراء علم النفس أن معظم الخصائص النفسية المشتركة بين الأشقاء تتراوح بين 0 و2 بالمئة فقط، ونبهوا إلى أن معاملة الوالدين هي التي ترسم الشخصية، ومن ثمة تختلف من طفل إلى آخر حسب ترتيبه في العائلة.
وأوضح المختصون أن الطفل الأول هو التجربة الأولي للوالدين، لذا تكون شخصيته متأثرة بتجاربهما في تربيته، ورغبتهما في مثاليتها، وتنشئته كمسؤول. وتكون النتيجة ميل شخصية الابن الأكبر في معظم الأسر إلى الكمال، والتميز لإرضاء الوالدين، كما أنه يكون منظما ومؤدبا، وفخورا بذاته ويميل إلى التحكم والسيطرة والقيام بدور الموجه لأشقائه.
أما الطفل الثاني فإنه يتمتع بسمات مختلفة، فقد يتعرض لرعاية أقل حدة، لتجربة سابقة، ولزيادة أعباء على الوالدين، لذلك غالبا لا يسعى الطفل الأوسط إلى الكمال والتميز ويشعر بقلة الاهتمام، مما يدفعه إلى الشعور بالحاجة إلى الانتماء ويجد ذلك في الأصدقاء، وهو بذلك يتميز بقدر من العناد يفوق شقيقه الأكبر.
ويكون الطفل الأصغر في أغلب الأحيان مدللاً من قبل الوالدين، وبالتالي تكون شخصيته أكثر انفتاحا، ويتمتع باستقلالية أكثر مقارنة بأشقائه، وربما الأنانية بسبب التدليل وسهولة الحصول على ما يريد خاصة إذا كان والداه كبيرين في السن، إذ غالبًا ما يشعران بالخوف عليه.( alarab news-بتصرف)
ومع ذلك كله علينا تقبل أطفالنا باختلافهم ومحاورتهم وتقديم النصح لهم والعمل القدر الإمكان على عدم التمييز بينهم لأن ذلك فيه دمار لشخصية الطفل المستقبلية.
أطفالنا فلذات أكبادنا فلنحافظ عليهم مااستطعنا ولنعطهم المزيد المزيد لنراهم أفضل في المستقبل شخصيات رائدة في العلم... واثقة الخطوة... قوية الإرادة.
دمتم بخير🌹
الأستاذة : #إخلاص_الناصر
#المدرسة_السورية_للتعليم_عن_بعد
إرسال تعليق